شعراء العرب..
صفحة 1 من اصل 1
شعراء العرب..
**جاسم محمد الصحيح** :
(1) الإنتفاضة قبلتنا والإمام حجر
[size=21](بُرَاقٌ ) من الزغرداتِ
يمدُّ جناحيْهِ ملءَ الشفاهِ ..
فلا تبتئسْ يا ( محمَّدُ )
معراجُكَ الآنَ يمتدُّ عبر الفضاء الحديدي
حيث الزغاريدُ عالِمةٌ بالمجرَّاتِ
فاخلعْ ضلوعَكَ درعاً على جَسَدِ (القدسِ)
واعرجْ إلى قمَّةِ الانعتاقْ
وحين تَهِمُّ (الصواريخُ)
صوِّبْ صلاتَكَ ..
إنَّ الزنادَ السماويَّ لا يُخطئُ المستحيلَ
وهذي (الصواريخُ) لا تفهمُ الشوقَ كيف يُقاتلُ ..
لا تستطيع المِلاَحَةَ في الروحِ حيث يجوسُ (البراقْ)
نبضةٌ من حنينٍ إلى اللهِ
تكفي لتفجيرِ هذا الوجودِ .. ]
(1) الإنتفاضة قبلتنا والإمام حجر
[size=21](بُرَاقٌ ) من الزغرداتِ
يمدُّ جناحيْهِ ملءَ الشفاهِ ..
فلا تبتئسْ يا ( محمَّدُ )
معراجُكَ الآنَ يمتدُّ عبر الفضاء الحديدي
حيث الزغاريدُ عالِمةٌ بالمجرَّاتِ
فاخلعْ ضلوعَكَ درعاً على جَسَدِ (القدسِ)
واعرجْ إلى قمَّةِ الانعتاقْ
وحين تَهِمُّ (الصواريخُ)
صوِّبْ صلاتَكَ ..
إنَّ الزنادَ السماويَّ لا يُخطئُ المستحيلَ
وهذي (الصواريخُ) لا تفهمُ الشوقَ كيف يُقاتلُ ..
لا تستطيع المِلاَحَةَ في الروحِ حيث يجوسُ (البراقْ)
نبضةٌ من حنينٍ إلى اللهِ
تكفي لتفجيرِ هذا الوجودِ .. ]
ميسرة- نائب المدير
-
عدد الرسائل : 124
العمر : 33
الاوسمــــة :
تاريخ التسجيل : 06/10/2008
رد: شعراء العرب..
فيكفَ إذا انفجَرَ القلبُ واندلعتْ طاقةُ الاشتياقْ
من هنا تتفجَّرُ (حربُ النجومِ) إلهيَّةً ..
من هنا .. من مَقامِ التوحُّدِ ما بين أرواحِنا والزُقَاقْ
تقدَّمْ .. فَرُوحُ الخليقةِ تِرْسَانَةٌ في يديكَ ..
وأعداؤكَ الآنَ
تنقُصُهمْ خِبرةٌ في التصوُّفِ
تنقُصُهمْ أُلفةٌ بالمقاماتِ ..
تنقُصُهمْ لفتةُ الله للمتعبين
وإيماءةُ الغيِبِ للعاشقينَ ..
وتنقصُهُم نشوةٌ بالأثيرِ نقودُ إلى آخر الازرقاقْ
كلَّما أطلقوا طلقةً من عيونِ ( المجسَّاتِ )
غابتْ وراءَ المحَاقْ
تقدمْ . . فَـ ( جبريل ) شرَّعَ بابَ السماواتِ . .
والأرضُُ هائمةٌ في الصريرِ المقدَّسِ
فادخلْ ولا تُغلقِ البابَ خلفكَ . .
ما زالَ في الأفقِ كوكبةٌ من رِفاقْ
يحَدِّثُني عنكَ أطفاليَ الحالمونَ ..
يقولونَ :
كانَ ( محمدُ ) ، لهذا الصباحَ شعاراً على حائِطِ الفصلِ
فافتضَّ عنه الإطارَ
وهَرْوَلَ خارج صورتهِ
واستوى واقفاً بيننا كاملَ السُخْطِ . .
حَرَّضَ أوراقَنَا أن تثورَ
وأقلامَنا أن تطيرَ ..
تمادى
فَحطَّمَ قضبانَ منهجِنا المدرسيُّ
وحررَ ( طالوتَ ) من وَرَقِ ( ا لذكرِ ) . .
عبأَ ( تابوتَهُ ) بالحجارةِ . .
نادَى :
( أعِدوا لَهُمْ ا ما استطعتم ) من القهرِ
أغارُ على ( العجلِ ) و ( السامريِّ ).
ودبابةٍ تفرمُ الشمسَ والأغنياتِ . .
وكان يحاول ثُقْباً بتاريخنا الهشِّ
فاستلَّ ( خيبرَ ) من سجنِها المنهجيّ
وأطلقَها في الأقاليم . .
كان يفضُّ بها
ما تبطَّنَ أيَّامنا من ظلام وتاريخَنا من كَذِبْ
تعرَّتْ مؤامرةُ الليلِ ضد الشوارعِ
فاهتزَّتِ ( القدسُ ) تكبيرةً أطلقَتْهَا الشُهُبْ
وقامَتْ على كلّ حبَّةِ رملٍ
صلاةٌ سماويَّةٌ رتَّلَتْهَا ملائكةٌ من لَهَبْ
فرَّتِ الأرض من صمتِها
فالمدى ( قُبَّةٌ ) من تراتيلَ دامية
والمقاليعُ محقونةٌ بالغَضَبْ
وقلبي الذي حمل ( القدسَ )
مؤودةٌ في الوعودِ
مكفنَةً بالمهودِ . .
يحنُّ إلى بَعْثِها الـمُـرْتَقَبْ
يُحَدثني عنكَ أطفاليَ الحالمونَ ..
يقولونَ :
كان ( محمدُ ) ينسابُ في جُبَّةٍ من هديلٍ
ترافقُهُ في الطريقِ
بشاشتُه الشجريَّةُ . .
أحلامُهُ السُكَّريَّةُ . .
عصفورتانِ تَسَوَّرَتا مقلتيهِ . .
غزالُ النُحولِ الـمُـرابطُ ما بين خاصرتيهِ ..
سنابلُ وَعْدٍ ترفُّ على راحتيهِ . .
كان ( محمد ) حقلٌ يَشعُّ الطَرَبْ
كلَّما فَتَحَتْ نخلةٌ جيبَها
ورأى صدرَها عارياً
فاضَ من شَفَتَيْهِ الرُطَبْ
فجأةً ..
شقَّ نهْرُ الأزيزِ ضلوعَ الفضاءِ
وسالتْ غيومُ الرصاصاتِ ..
راحَ ( محمدُ ) يَنْدَسُّ في غنوةٍ من أغاني الطفولةِ
لكِنَّما قَلْبُهُ لم يَزَلْ في الطريق
يُصلِّي هناكَ صلاةَ الشغَبْ
ذخيرتُهُ حُلُمٌ جارحٌ كالسلاحِ ..
دعاءٌ صقيلٌ يدجِّجُ روحَ الكفاحِ ..
وذاكرةٌ شَحَذَتْهَا الأهِلَّةُ في الزَمَنِ المُلْتَهِبْ
حينما عانقَتْهُ الرصاصةُ
كانَتْ عيونُ الحضارةِ تسبحُ في دمعها التِكْنُلُوجيِّ ..
أفرغَ كاملَ ضحكتِهِ داخل الموتِ
لكنَّهُ لم يَمُتْ ..
إنَّما جفَّ في جسْمِهِ الحقلُ
مالتْ على راحتيهِ رقابُ السنابل
حارتْ على خصرِهِ لفتاتُ الغزالِ ..
ولكنَّهُ لم يمتْ
فالرصاصةُ لا تسلبُ الروحَ تحليقَها
لا تصدُّ المشاعرَ عن شطحها في هو مَنْ تُحِبْ
يُحدثني عنكَ أطفاليَ الحالمونَ :
( محمدُ ) ما ماتَ
لكنَّهُ في مناورةٍ تُوهِمُ الموتَ
أشرقَ مشتعلاً في بياضِ الطفولةِ
ثمَّ انْثَنَيْنَا نجرِّدُ عنه البياضَ
لِنُلْبِسَهُ كفناً من أهازيجَ حمراءَ
كُنَّا نحاولُ أن ندفنَ الطفلَ دون طفولتِهِ ..
كبَّرَتْ في يديهِ الزنابقُ
وانفَرجَتْ إصبعاهُ علامةَ نَصْرٍ
على شكلِ مقلاعِهِ الآدميِّ ..
َمقلاعُهُ لم يكنْ من خَشَبْ !
كانَ من حبلِ سُرَّتهِ
حينما عَقَدَتهُ القوابلُ في قطعةٍ من عَصَبْ
فلسطينُ رَحْمٌ مُلَغَّمَةٌ بالأجِنَّةِ
تُتقن عادتَها في ابتكار سلاحِ الفدائيِّ من لحمهِ ..
ولِذا
كان ميلادُهُ تُهمةً بامتلاكِ السلاحِ
فَسَدَّتْ عليه الحياةُ جماركَها في حدود المخاضِ
وكانتْ جماركُها تضطربْ
أشارتْ إليه : انْتَسِبْ
قال : جرحٌ قديمٌ يفتِّش عن ذاتِهِ
منذ ( خمسين ) عاصفةٍ في المَهَبْ
- لماذا تريد العبورَ إلى الشمسِ
( والانتفاضةُ ) جامحةٌ في أعالي الصهيلِ
تُوَشِّي حوافرَها بالصَخَبْ ؟!
- سئمتُ الإقامةَ في ليليَ اللوبيِّ
تُسَيِّحني عتماتُ الحُجُبْ
أرى عُلَباً فارغاتٍ هناك
وعينايَ عودا ثقابٍ ..
دعوني ألاعبُ تلك العُلَبْ
أريدُ اللعِبْ !
أريدُ اللعِبْ !
هنا انشقَّتِ الرَحِمُ ( المقدسيَّةُ ) غاضبةً
والوليدُ انسكبْ !
كأنَّ ( فلسطينَ ) تُنْجِبُهُ رغمَ أنفِ الحياةِ ..
كأنَّ ولادتَهُ تُغْتَصَبْ !!
أطلَقتْ أمُهُ ضحكتينِ فدائِيَّتيْنِ ..
لهُ ضحكةٌ تنحني
ولِمِقْلاعِهِ ضحكةٌ تنتصِبْ
شهادةُ ميلادِهِ ..
أصدرَتْهَا الحقولُ إلى والديهِ
توثَّقُ ميلادَ حقلٍ أليفٍ
يراقصُ أوراقهُ باهتزاز الهُدُبْ
كلَّما أضرَبَتْ نَخْلَةٌ عن عناقِ الرحيقِ
بكى الحقلُ في جانحيهِ ..
تلوَّتْ على ركبتيهِ الينابيعُ
واستقبلَتْهُ الفراشاتُ هادئةً كالمسيحِ
تقبِلُ هامَتَهُ بالزَغَبْ
حينما انحدرَتْ قَاذفاتُ ( يهوذا ) على عربات الأساطيرِ
سدَّتْ على روحِهِ الحقلَ بالطلقاتِ الجبانةِ
ظنَّاً بأنَّ الحصار يحجِّمُ جغرافيا الروحِ ..
راحتْ تمشِّطُ كلَّ النسائمِ
زعماً بأنَّ المناظيرَ تفتضُّ سِرَّ العقيدةِ ..
لكنَّما نسمةٌ من بناتِ الندَى
شربتْ روحَهُ البكرَ واندلعَتْ من ثقوبِ القصبْ
سلامٌ على القَصَبَاتِ الأمينةِ
ما ضاعَ فيها السِقاءُ ولا خابَ فيها التَعَبْ
( محمَّدُ ) شدَّ على موتِهِ بالنواجذِ
ثمَّ اشرأبَّ قتيلاً
يجرُّ جنازتَهُ باتساعِ التضاريسِ ..
ينصبُها في المدى
قبَّةً للفِدَى ..
والضحايا قُبَبْ !
هدرَتْ روحُهُ ملءَ خارطةِ الصمتِ
والنمسةُ البكرُ فضَّتْ غشاءَ العواصفِ
حتَّى استفاقتْ مدائِنُنا العربيَّةُ
ريَّانةً برحيقٍ القصائدِ
متخمةً بِلحومِ الخُطَبْ !!
فزَّت الأرضُ عاريةً والرصيفُ الْتَصَبْ !
أعوذُ بِروحكَ من رغوةِ الطيشِ
حين تفيضُ على شفةِ الشارعِ المُلْتَهِبْ !
لا نريدُ لنا رئةً في ( المجازِ ) وأذرعةً في ( البديعِ ) ..
بَرِئْنَا إلى العُنْفِ من عنفوانِ الأَدَبْ
هنا مهرجانُ الحقيقةِ
فالمدفعيَّةُ لا تُحسن ( التورياتِ )
إذا انطشَّ بارودُها كالجَرَبْ
( محمَّدُ ) جرحٌ على خدِّ تفاحةٍ
لم يزلْ دمُها عالقاً بالرصيفِ
يطرّزُ إسفلتَهُ بالذَهَبْ
جاءَني .. والعروبةُ ما بين أضلاعِهِ تنتحبْ
وأهدى إلى العَرَبِّي المكبَّلِ في جُثَّتي ، وردةً من عَتبْ :
لماذا تظلُّ ( الشهادةُ ) نائمةً في الكُتُبْ ؟
لماذا تطيرُ اليمامةُ أقصرَ من خوذةِ العسكريِّ
هنا في فضاءِ العَرَبْ ؟
أَتُرى قامةُ الكِبْرِ أرفعُ من قامةِ الكبرياءِ !!
إذنْ كيف نرجم ( طائرةً )
بالأَذانِ الذي لا يُطيل رقابَ المآذنِ !!
بعضُ المآذنِ قد هَرْوَلَتْ للجهادِ –
ازحفي يا شهادةُ ..
محرابُنا العنفوانُ المقدَّسُ
و ( الانتفاضةُ ) قِبتُنا
فازحفي يا شهادةُ ..
إنَّ المقاليعَ قد دَخَلَتْ في الصلاةِ
تُسبِّحُ حلفَ الإمامِ / الحَجَرْ
أرى جرَّةَ الأَبَديَّةِ
تطفحُ من دمنا اللانِهائيِّ في غدِنا المُسْتَتِرْ
ركعةٌ في الجهادِ بمليونِ أمثالِها في العقودِ
ولا أجرَ للمُتَعَبِّدِ بالاحتجاجِ القَذِرْ
يعودُ الزمانُ وتنفرشُ الذكرياتُ على أرضِ ( حطّينَ )
تمتدُّ مأدَبَةٌ من طيوفِ البطولةِ ..
هذا ( صلاحٌ ) يغذّي الخلاصَ بِلَحْمِ الرصاصِ
وتجأُهُ طلقةُ الغدرِ ..
يهوي ( محمَّد ) من صلبهِ ..
تتكوَّمُ أشلاؤُهُ وطفولتُهُ ( قِمَّةً )
في حضيضِ الزعامةِ ، يصعدُها ( المؤْتَمَرْ )
( محمَّدُ ) إضبارةٌ فتحتْ جرحَها للحوارِ ..
وتلك المُذيعةُ تتلو العبارةَ مارقةً مثل أفعى
وتلدغُنا بالخَبَرْ
نتوبُ إلى ( القدسِ )من نجمةٍ كشَفَتْ نهدَها للقَمَرْ !!!
نتوبُ إلى ( القدسِ ) من كلِّ مئذنةٍ خَمَدَتْ
حينما اشتعلَ الثائرون / الدُرَرْ
هنا نحنُ نستبقُ النَهْرَ نحو المصبِّ الأخيرِ ..
لنا ( درَّةٌ ) مَسَّها الشوقُ فانسربتْ في النَهَرْ
كأنَّ جنيناً يعودُ إلى الرَحْمٍ !
هذا ( محمَّدُ ) يبدعُ ذاكرةً للآلئ ، مصقولةً بِالصُوَرْ
فتيلتهُ بعدُ ما أَومَأتْ باتِّساعِ الظلامِ
فكيفَ تجذَّرَ في خندقِ الليلِ
جذراً حروناً
يُهَنْدِسُ قنطرةً من سَهَرْ
رماديَّةٌ أُفْقُنَا يا ( محمَّدُ )
منذ صَحَوْنَا على نجمتيْنِ تفحَّمَتَا بين عينيكَ ..
فانظرْ لِنَخْوَتِنَا تتقيَّأُ أمعاءَها
وَاسْقِنا جرعةً من رحيقِ الشهامةِ ..
صِرْنَا على جُرْفِ هاويةٍ لا تُهادنُ :
إمَّا العبورُ الكريمُ
وإمَّا الثبورُ اللئيمُ ..
لك اللهُ يا بْنَ المخيَّمِ
كيفَ كتبتَ امتحانَ السماواتِ للأرضِ !
كانتْ دماؤكَ أسئلةً صعبةً
والخياراتُ تُفضي إلى المستحيلِ
وكنتَ تدافعُ مُستبسلاً عن رفاتكَ
فاعطفْ على أُمَّةٍ تُوضعُ الآن فوق المحكِّ الصقيلِ ..
لقد ضاقَ جوهرُها بالخدوشِ
وها أنتَ تصقلُهُ بالمِحَنْ
تريدُ لنا أنْ نسيرَ على حدِّ فاجعةٍ !
والسقوطُ يُراقُبنا مثل ذئبٍ تبطَّنَهُ الجوعُ ..
كُنَّا حَسِبْنَاكَ طفلاً
غداةَ وَضعْنَا العصافيرَ في الأغنياتِ
وجئناكَ نحملُ حلوى الشجَنْ !!
رأيناكَ بالأمسِ أصغرَ من حَجَرٍ في الطريقِ
فكيفَ تمخَّضْتَ عن جَبَلٍ باتِّساعِ الوَطَنْ !!
سريعاً هَرَقتَ المحابرَ ملءَ الدفاترِ
تحقنُ تاريخنَا بالبلاغةِ حتَّى احْتَقَنْ
تكلَّمْ فذاكرةُ الحِبْرِ بكماءُ ..
هذا أنا أصعدُ الآنَ بالدمعِ أُفْقَ الوفاءِ
ويبتسمُ الدمعُ شمساً على وجنتيَّ
كأنّي إذا انطفأت كُوَّةٌ في فمي
أشرَقَتْ من عيوني كُوَّى !
هل أنا عاشقٌ مؤتَمَنْ ؟!
كلَّما شدَّني الطينُ وَاشتقتُ للملكوتِ السماويِّ
شقَّتْ ليَ الروحُ نافذةً في جدارِ البَدَنْ
صلاتي مُجاهدةٌ في هواكَ
وتبَّتْ صلاةٌ محايدةٌ في الهوى ..
يا ( محمَّدُ )
تبَّتْ صلاةٌ تخونُ السُنَنْ
أُناجِكَ يا فاضِحاً زَبَدَ البحرِ بين عيونِ السُفُنْ
هل خَبِرْتَ معاهدةً تمنعُ الريحَ ألاَّ تهبَّ
وتدعو السماءَ إلى هدنةٍ عن هطولِ الفِتَنْ ؟!
لقد أفصحَ البحرُ عن عورتَيْهِ :
هنا العُمْقُ أقصرُ من إصبعينِ
وحريَّةُ الموجِ جامدةٌ كالوَثَنْ
تكلَّمْ وجَاوِزْ بيَ الموتَ
إنِّي أحسُّ بأغنيتي تأخذ الآنَ شكلَ الكَفَنْ[/size
من هنا تتفجَّرُ (حربُ النجومِ) إلهيَّةً ..
من هنا .. من مَقامِ التوحُّدِ ما بين أرواحِنا والزُقَاقْ
تقدَّمْ .. فَرُوحُ الخليقةِ تِرْسَانَةٌ في يديكَ ..
وأعداؤكَ الآنَ
تنقُصُهمْ خِبرةٌ في التصوُّفِ
تنقُصُهمْ أُلفةٌ بالمقاماتِ ..
تنقُصُهمْ لفتةُ الله للمتعبين
وإيماءةُ الغيِبِ للعاشقينَ ..
وتنقصُهُم نشوةٌ بالأثيرِ نقودُ إلى آخر الازرقاقْ
كلَّما أطلقوا طلقةً من عيونِ ( المجسَّاتِ )
غابتْ وراءَ المحَاقْ
تقدمْ . . فَـ ( جبريل ) شرَّعَ بابَ السماواتِ . .
والأرضُُ هائمةٌ في الصريرِ المقدَّسِ
فادخلْ ولا تُغلقِ البابَ خلفكَ . .
ما زالَ في الأفقِ كوكبةٌ من رِفاقْ
يحَدِّثُني عنكَ أطفاليَ الحالمونَ ..
يقولونَ :
كانَ ( محمدُ ) ، لهذا الصباحَ شعاراً على حائِطِ الفصلِ
فافتضَّ عنه الإطارَ
وهَرْوَلَ خارج صورتهِ
واستوى واقفاً بيننا كاملَ السُخْطِ . .
حَرَّضَ أوراقَنَا أن تثورَ
وأقلامَنا أن تطيرَ ..
تمادى
فَحطَّمَ قضبانَ منهجِنا المدرسيُّ
وحررَ ( طالوتَ ) من وَرَقِ ( ا لذكرِ ) . .
عبأَ ( تابوتَهُ ) بالحجارةِ . .
نادَى :
( أعِدوا لَهُمْ ا ما استطعتم ) من القهرِ
أغارُ على ( العجلِ ) و ( السامريِّ ).
ودبابةٍ تفرمُ الشمسَ والأغنياتِ . .
وكان يحاول ثُقْباً بتاريخنا الهشِّ
فاستلَّ ( خيبرَ ) من سجنِها المنهجيّ
وأطلقَها في الأقاليم . .
كان يفضُّ بها
ما تبطَّنَ أيَّامنا من ظلام وتاريخَنا من كَذِبْ
تعرَّتْ مؤامرةُ الليلِ ضد الشوارعِ
فاهتزَّتِ ( القدسُ ) تكبيرةً أطلقَتْهَا الشُهُبْ
وقامَتْ على كلّ حبَّةِ رملٍ
صلاةٌ سماويَّةٌ رتَّلَتْهَا ملائكةٌ من لَهَبْ
فرَّتِ الأرض من صمتِها
فالمدى ( قُبَّةٌ ) من تراتيلَ دامية
والمقاليعُ محقونةٌ بالغَضَبْ
وقلبي الذي حمل ( القدسَ )
مؤودةٌ في الوعودِ
مكفنَةً بالمهودِ . .
يحنُّ إلى بَعْثِها الـمُـرْتَقَبْ
يُحَدثني عنكَ أطفاليَ الحالمونَ ..
يقولونَ :
كان ( محمدُ ) ينسابُ في جُبَّةٍ من هديلٍ
ترافقُهُ في الطريقِ
بشاشتُه الشجريَّةُ . .
أحلامُهُ السُكَّريَّةُ . .
عصفورتانِ تَسَوَّرَتا مقلتيهِ . .
غزالُ النُحولِ الـمُـرابطُ ما بين خاصرتيهِ ..
سنابلُ وَعْدٍ ترفُّ على راحتيهِ . .
كان ( محمد ) حقلٌ يَشعُّ الطَرَبْ
كلَّما فَتَحَتْ نخلةٌ جيبَها
ورأى صدرَها عارياً
فاضَ من شَفَتَيْهِ الرُطَبْ
فجأةً ..
شقَّ نهْرُ الأزيزِ ضلوعَ الفضاءِ
وسالتْ غيومُ الرصاصاتِ ..
راحَ ( محمدُ ) يَنْدَسُّ في غنوةٍ من أغاني الطفولةِ
لكِنَّما قَلْبُهُ لم يَزَلْ في الطريق
يُصلِّي هناكَ صلاةَ الشغَبْ
ذخيرتُهُ حُلُمٌ جارحٌ كالسلاحِ ..
دعاءٌ صقيلٌ يدجِّجُ روحَ الكفاحِ ..
وذاكرةٌ شَحَذَتْهَا الأهِلَّةُ في الزَمَنِ المُلْتَهِبْ
حينما عانقَتْهُ الرصاصةُ
كانَتْ عيونُ الحضارةِ تسبحُ في دمعها التِكْنُلُوجيِّ ..
أفرغَ كاملَ ضحكتِهِ داخل الموتِ
لكنَّهُ لم يَمُتْ ..
إنَّما جفَّ في جسْمِهِ الحقلُ
مالتْ على راحتيهِ رقابُ السنابل
حارتْ على خصرِهِ لفتاتُ الغزالِ ..
ولكنَّهُ لم يمتْ
فالرصاصةُ لا تسلبُ الروحَ تحليقَها
لا تصدُّ المشاعرَ عن شطحها في هو مَنْ تُحِبْ
يُحدثني عنكَ أطفاليَ الحالمونَ :
( محمدُ ) ما ماتَ
لكنَّهُ في مناورةٍ تُوهِمُ الموتَ
أشرقَ مشتعلاً في بياضِ الطفولةِ
ثمَّ انْثَنَيْنَا نجرِّدُ عنه البياضَ
لِنُلْبِسَهُ كفناً من أهازيجَ حمراءَ
كُنَّا نحاولُ أن ندفنَ الطفلَ دون طفولتِهِ ..
كبَّرَتْ في يديهِ الزنابقُ
وانفَرجَتْ إصبعاهُ علامةَ نَصْرٍ
على شكلِ مقلاعِهِ الآدميِّ ..
َمقلاعُهُ لم يكنْ من خَشَبْ !
كانَ من حبلِ سُرَّتهِ
حينما عَقَدَتهُ القوابلُ في قطعةٍ من عَصَبْ
فلسطينُ رَحْمٌ مُلَغَّمَةٌ بالأجِنَّةِ
تُتقن عادتَها في ابتكار سلاحِ الفدائيِّ من لحمهِ ..
ولِذا
كان ميلادُهُ تُهمةً بامتلاكِ السلاحِ
فَسَدَّتْ عليه الحياةُ جماركَها في حدود المخاضِ
وكانتْ جماركُها تضطربْ
أشارتْ إليه : انْتَسِبْ
قال : جرحٌ قديمٌ يفتِّش عن ذاتِهِ
منذ ( خمسين ) عاصفةٍ في المَهَبْ
- لماذا تريد العبورَ إلى الشمسِ
( والانتفاضةُ ) جامحةٌ في أعالي الصهيلِ
تُوَشِّي حوافرَها بالصَخَبْ ؟!
- سئمتُ الإقامةَ في ليليَ اللوبيِّ
تُسَيِّحني عتماتُ الحُجُبْ
أرى عُلَباً فارغاتٍ هناك
وعينايَ عودا ثقابٍ ..
دعوني ألاعبُ تلك العُلَبْ
أريدُ اللعِبْ !
أريدُ اللعِبْ !
هنا انشقَّتِ الرَحِمُ ( المقدسيَّةُ ) غاضبةً
والوليدُ انسكبْ !
كأنَّ ( فلسطينَ ) تُنْجِبُهُ رغمَ أنفِ الحياةِ ..
كأنَّ ولادتَهُ تُغْتَصَبْ !!
أطلَقتْ أمُهُ ضحكتينِ فدائِيَّتيْنِ ..
لهُ ضحكةٌ تنحني
ولِمِقْلاعِهِ ضحكةٌ تنتصِبْ
شهادةُ ميلادِهِ ..
أصدرَتْهَا الحقولُ إلى والديهِ
توثَّقُ ميلادَ حقلٍ أليفٍ
يراقصُ أوراقهُ باهتزاز الهُدُبْ
كلَّما أضرَبَتْ نَخْلَةٌ عن عناقِ الرحيقِ
بكى الحقلُ في جانحيهِ ..
تلوَّتْ على ركبتيهِ الينابيعُ
واستقبلَتْهُ الفراشاتُ هادئةً كالمسيحِ
تقبِلُ هامَتَهُ بالزَغَبْ
حينما انحدرَتْ قَاذفاتُ ( يهوذا ) على عربات الأساطيرِ
سدَّتْ على روحِهِ الحقلَ بالطلقاتِ الجبانةِ
ظنَّاً بأنَّ الحصار يحجِّمُ جغرافيا الروحِ ..
راحتْ تمشِّطُ كلَّ النسائمِ
زعماً بأنَّ المناظيرَ تفتضُّ سِرَّ العقيدةِ ..
لكنَّما نسمةٌ من بناتِ الندَى
شربتْ روحَهُ البكرَ واندلعَتْ من ثقوبِ القصبْ
سلامٌ على القَصَبَاتِ الأمينةِ
ما ضاعَ فيها السِقاءُ ولا خابَ فيها التَعَبْ
( محمَّدُ ) شدَّ على موتِهِ بالنواجذِ
ثمَّ اشرأبَّ قتيلاً
يجرُّ جنازتَهُ باتساعِ التضاريسِ ..
ينصبُها في المدى
قبَّةً للفِدَى ..
والضحايا قُبَبْ !
هدرَتْ روحُهُ ملءَ خارطةِ الصمتِ
والنمسةُ البكرُ فضَّتْ غشاءَ العواصفِ
حتَّى استفاقتْ مدائِنُنا العربيَّةُ
ريَّانةً برحيقٍ القصائدِ
متخمةً بِلحومِ الخُطَبْ !!
فزَّت الأرضُ عاريةً والرصيفُ الْتَصَبْ !
أعوذُ بِروحكَ من رغوةِ الطيشِ
حين تفيضُ على شفةِ الشارعِ المُلْتَهِبْ !
لا نريدُ لنا رئةً في ( المجازِ ) وأذرعةً في ( البديعِ ) ..
بَرِئْنَا إلى العُنْفِ من عنفوانِ الأَدَبْ
هنا مهرجانُ الحقيقةِ
فالمدفعيَّةُ لا تُحسن ( التورياتِ )
إذا انطشَّ بارودُها كالجَرَبْ
( محمَّدُ ) جرحٌ على خدِّ تفاحةٍ
لم يزلْ دمُها عالقاً بالرصيفِ
يطرّزُ إسفلتَهُ بالذَهَبْ
جاءَني .. والعروبةُ ما بين أضلاعِهِ تنتحبْ
وأهدى إلى العَرَبِّي المكبَّلِ في جُثَّتي ، وردةً من عَتبْ :
لماذا تظلُّ ( الشهادةُ ) نائمةً في الكُتُبْ ؟
لماذا تطيرُ اليمامةُ أقصرَ من خوذةِ العسكريِّ
هنا في فضاءِ العَرَبْ ؟
أَتُرى قامةُ الكِبْرِ أرفعُ من قامةِ الكبرياءِ !!
إذنْ كيف نرجم ( طائرةً )
بالأَذانِ الذي لا يُطيل رقابَ المآذنِ !!
بعضُ المآذنِ قد هَرْوَلَتْ للجهادِ –
ازحفي يا شهادةُ ..
محرابُنا العنفوانُ المقدَّسُ
و ( الانتفاضةُ ) قِبتُنا
فازحفي يا شهادةُ ..
إنَّ المقاليعَ قد دَخَلَتْ في الصلاةِ
تُسبِّحُ حلفَ الإمامِ / الحَجَرْ
أرى جرَّةَ الأَبَديَّةِ
تطفحُ من دمنا اللانِهائيِّ في غدِنا المُسْتَتِرْ
ركعةٌ في الجهادِ بمليونِ أمثالِها في العقودِ
ولا أجرَ للمُتَعَبِّدِ بالاحتجاجِ القَذِرْ
يعودُ الزمانُ وتنفرشُ الذكرياتُ على أرضِ ( حطّينَ )
تمتدُّ مأدَبَةٌ من طيوفِ البطولةِ ..
هذا ( صلاحٌ ) يغذّي الخلاصَ بِلَحْمِ الرصاصِ
وتجأُهُ طلقةُ الغدرِ ..
يهوي ( محمَّد ) من صلبهِ ..
تتكوَّمُ أشلاؤُهُ وطفولتُهُ ( قِمَّةً )
في حضيضِ الزعامةِ ، يصعدُها ( المؤْتَمَرْ )
( محمَّدُ ) إضبارةٌ فتحتْ جرحَها للحوارِ ..
وتلك المُذيعةُ تتلو العبارةَ مارقةً مثل أفعى
وتلدغُنا بالخَبَرْ
نتوبُ إلى ( القدسِ )من نجمةٍ كشَفَتْ نهدَها للقَمَرْ !!!
نتوبُ إلى ( القدسِ ) من كلِّ مئذنةٍ خَمَدَتْ
حينما اشتعلَ الثائرون / الدُرَرْ
هنا نحنُ نستبقُ النَهْرَ نحو المصبِّ الأخيرِ ..
لنا ( درَّةٌ ) مَسَّها الشوقُ فانسربتْ في النَهَرْ
كأنَّ جنيناً يعودُ إلى الرَحْمٍ !
هذا ( محمَّدُ ) يبدعُ ذاكرةً للآلئ ، مصقولةً بِالصُوَرْ
فتيلتهُ بعدُ ما أَومَأتْ باتِّساعِ الظلامِ
فكيفَ تجذَّرَ في خندقِ الليلِ
جذراً حروناً
يُهَنْدِسُ قنطرةً من سَهَرْ
رماديَّةٌ أُفْقُنَا يا ( محمَّدُ )
منذ صَحَوْنَا على نجمتيْنِ تفحَّمَتَا بين عينيكَ ..
فانظرْ لِنَخْوَتِنَا تتقيَّأُ أمعاءَها
وَاسْقِنا جرعةً من رحيقِ الشهامةِ ..
صِرْنَا على جُرْفِ هاويةٍ لا تُهادنُ :
إمَّا العبورُ الكريمُ
وإمَّا الثبورُ اللئيمُ ..
لك اللهُ يا بْنَ المخيَّمِ
كيفَ كتبتَ امتحانَ السماواتِ للأرضِ !
كانتْ دماؤكَ أسئلةً صعبةً
والخياراتُ تُفضي إلى المستحيلِ
وكنتَ تدافعُ مُستبسلاً عن رفاتكَ
فاعطفْ على أُمَّةٍ تُوضعُ الآن فوق المحكِّ الصقيلِ ..
لقد ضاقَ جوهرُها بالخدوشِ
وها أنتَ تصقلُهُ بالمِحَنْ
تريدُ لنا أنْ نسيرَ على حدِّ فاجعةٍ !
والسقوطُ يُراقُبنا مثل ذئبٍ تبطَّنَهُ الجوعُ ..
كُنَّا حَسِبْنَاكَ طفلاً
غداةَ وَضعْنَا العصافيرَ في الأغنياتِ
وجئناكَ نحملُ حلوى الشجَنْ !!
رأيناكَ بالأمسِ أصغرَ من حَجَرٍ في الطريقِ
فكيفَ تمخَّضْتَ عن جَبَلٍ باتِّساعِ الوَطَنْ !!
سريعاً هَرَقتَ المحابرَ ملءَ الدفاترِ
تحقنُ تاريخنَا بالبلاغةِ حتَّى احْتَقَنْ
تكلَّمْ فذاكرةُ الحِبْرِ بكماءُ ..
هذا أنا أصعدُ الآنَ بالدمعِ أُفْقَ الوفاءِ
ويبتسمُ الدمعُ شمساً على وجنتيَّ
كأنّي إذا انطفأت كُوَّةٌ في فمي
أشرَقَتْ من عيوني كُوَّى !
هل أنا عاشقٌ مؤتَمَنْ ؟!
كلَّما شدَّني الطينُ وَاشتقتُ للملكوتِ السماويِّ
شقَّتْ ليَ الروحُ نافذةً في جدارِ البَدَنْ
صلاتي مُجاهدةٌ في هواكَ
وتبَّتْ صلاةٌ محايدةٌ في الهوى ..
يا ( محمَّدُ )
تبَّتْ صلاةٌ تخونُ السُنَنْ
أُناجِكَ يا فاضِحاً زَبَدَ البحرِ بين عيونِ السُفُنْ
هل خَبِرْتَ معاهدةً تمنعُ الريحَ ألاَّ تهبَّ
وتدعو السماءَ إلى هدنةٍ عن هطولِ الفِتَنْ ؟!
لقد أفصحَ البحرُ عن عورتَيْهِ :
هنا العُمْقُ أقصرُ من إصبعينِ
وحريَّةُ الموجِ جامدةٌ كالوَثَنْ
تكلَّمْ وجَاوِزْ بيَ الموتَ
إنِّي أحسُّ بأغنيتي تأخذ الآنَ شكلَ الكَفَنْ[/size
ميسرة- نائب المدير
-
عدد الرسائل : 124
العمر : 33
الاوسمــــة :
تاريخ التسجيل : 06/10/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى